Mohamad Al-Harthy (محمد الحارثي)
لعبة لا تُمَلْ
لعبة لا تُمَلْ
عجيبٌ أمرُكَ يا صاحبي وغريب...
فأنتَ لم تلعبْ كُرَةَ القدم
حتى في المدرسة كسائر التلاميذ
ولم أرَكَ إلاّ هارباً من كؤوسِ العالَم
المُعشِبَةِ على الشاشة
إلى فيلمٍ بالأبيضِ والأسود
غير عابئ، لا بالمنانشسترْ يُونايتِدْ
ولا مُنتخب البرازيل
بل إنكَ لم تُشجِّع حتى فريقكَ الوطني
(على قِلَّةِ كؤوسِهِ المُترعَة..)
وفي المعركة، في المعركةِ الحاسِمَة
جَندَلْتَ أوفى جُنودِكَ
بحَرَكةٍ غير مَحسوبةٍ من حِصانك
كانَ مُقدَّراً لها أنْ تدُكَّ قلعَة المَيْمَنة
تماماً كما لم تهزم بجيشكَ الجَرَّار
ذلكَ المَلكَ الغاشِم على ساحَةِ الشطرنج.
وأخيراً، يا صاحبي، لم تفعلْ شيئاً سِوى
رَهْنِ أراضيكَ وعِماراتِك قبلَ إعلانِ
إفلاسِكَ الشهير على رُقعةِ المُونوپوللي.
معَ ذلك، لا تمَلُّ من مُتوالِيَةِ الهَزائم
وها أنتذا في أوقات فراغِك
(التي تزدادُ يوماً بعد يوم)
تُجرِّبُ اللعب مع الكومپيوتر الذي
لم تُناسِبكَ من بين ألعابهِ المُدهِشة
سِوى لعبةٍ واحدة:
كِتابة هذه القصيدة.