Mohammed Bennis (محمد بنيــس)
سبْعـــةُ طــيُور
سبْعـــةُ طــيُور
إلى محمود درويش
طائـرٌ أبيـض
نفسٌ يتقـطَّرُ
حتَّى الكثافـةُ تعذُبُ
كلُّ جدارٍ يوسِّعُ ترْعتَهُ
ويَضُـمُّ النداءَ
ارتفاعٌ يظلُّ ارتفاعاً
منابعُ ضمَّتْ رياحَ الحقولْ
طائرٌ أحمَـر
رُبما قطعَ النَّهرَ في ليلـةٍ
ربَّما عرَّفتْـهُ الطريقُ على درجاتِ العُلـوِّ
أُفـكِّر في سـرِّ حُمرتهِ
ثم أنْسى السماءَ
التي أخذتْهُ
هُنـاكْ
طائرٌ أخضَر
أماميَ ريشٌ ينامْ
وريشٌ بنارِ المسافةِ يَصعقُـني
وريشٌ بلاَ جسدٍ ينثني
يتجمَّعُ
في نُقطة
بيْنـنا رفْرفَاتُ الكَلامْ
طائـرٌ أزرق
في المساءِ يكادُ من السُّـكْرِ ألاَّ يعودَ
يُفضِّلُ أنْ يسْتمرَّ الرحيلُ
بدونِ رحيلٍ
يطولُ
انعكاسُ الأشعةِ
في حوْضِ مـاءْ
طائرٌ أسوَد
كلَّ شيءٍ يريدُ أنْ يتشبَّهَ بهِ
الماءُ في الجرارِ
الكلماتُ يومَ ميلادهَا
القوافلُ وهْيَ تعْبُرُ الحدُودَ
الفتاةُ قبلَ أن يُصيبهَا النَّدى
لكنَّ الشحرورَ
لا يريدُ أنْ يتشبَّهَ
إلا بنفسهِ
فوقَ أغْْصانِ الغبْطةِ يبـقَى
طائرٌ أصفر
تلكَ النافـذةُ لأجلهِ لا تـزالُ مفتوحةً وهُو
وجْـهاً لوجْهٍ معَـها يمكـثُ مِنْ صمتٍ كانَ
يُقْـبلُ ثمَّ دونَ أن يلتقـطَ الحَبَّ يطيرُ مُحلِّقاً
كذلكَ أمسُهُ كانَ كذلكَ غــدُهُ عندَ ابتـداءِ
الفجْرْ
طائـرٌ لا لـوْنَ لـه
يُغـردُ في ليلـةٍ منْ ليالي السريرةِ مُنتَشـياً
ويطيرُ
إلى حيثُ يتَّحدُ الضوْءُ بالذَّبذباتْ
هواءٌ يُفاجئُ
زائرَهُ بجناحٍ يُـردِّدُ لمعـاً
شديـدَ التبـدُّلِ أُبصرهُ منْ بَعيـدْ
يطيـرُ
لكيْ لا أرَى
غيرَ هـذا الـذي ليسَ يُشـبهُ أيَّ بعيـدْ