Mohammad Al-Domaini (محمد الدميني )
طلح الطفولة
طلح الطفولة
خلفكَ المطر
يا صديقي الوحيد
والطيور على شجر
مثلنا تدفئ بالجليد
مثلنا في شتاء المدينة
نفقد داء الطفولة
نفقد رائحة العرعر الشتوي
يا صديقي ... وبعض أخي
كيف حال القرى
والغمام الذي يسجن الأفقا..؟
والصبايا اللواتي كبرنَ، ولمّا نزل نتعثّر في نظرة أو حجر
أوَ ما زلن يذكرن ذاك الندى
وهو يقطر من شجر الطلح فوق سواعدنا؟
وتلك السماء التي لم تكن غير زرقاء .. حتى ولو أعتمت
كيف يذكرنها؟
كيف أنسى الحصى الغائرة
وهي تنهض تحت الحوافر لاهثةً بالصباح؟
كيف أنسى الفتاة التي علمتني إسمي، وسكّت
لنا قمراً شاهداً فوق رجف العناق الأخير ..
هل سيذكرنا النبعُ
ذاك النزيلُ
نزيلُ
طفولتنا الفاتنة ..؟