Golan Haji
(فقّاعة)
(فقّاعة)
القصة ألمٌ لا يُحكى في قصةٍ لا تُحْكى.
وكلما وصفتُ محوتُ ما أحسّ.
لم أنظرْ بعينيّ فلم أرَ سواي،
أرى ما أفهمه فلا أراني ولا أرى أحداً.
مَن لمسني انتهكني.
أرّقني ما هَدهدني.
وأينما جلستُ تجذّرتُ
أحدّقُ في الأسى
فتبدو المغادرةُ أشقَّ من الوصول
وندمُ عينيّ لا يكفي لينيرَ طريقَ الرجوع.
أسأنجو من النجاة؟
ماذا سيجري
إذا سافرتُ
وعضضتُ حبلَ الصبر
وتسوّلتُ وجُننتُ في بلادِ الآخرين؟
ترمّلتْ يدي اليسرى.
ورائي، ثمة مَن ينظرُ إلى يدي اليمنى:
يد محطَّمة أصابعُها لم تُمسّ
تحبو أمام شفاهِ المتكلّمين الممزَّقة.
كثُرَ المتنصّتون فكثُرَتْ كالترّهات زلاتُ لساني
ثم تغاضوا وأنقذوني لكي يحتقروني.
سُئلتُ رأيي فتبخّر كتأتأةِ المذنبين،
ثرثرتُ كَمَنْ يتعرّى
وتشبّثتُ بالهواء تشبُّثَ الغريق بشَعرة.
اتُّهِمتُ، صمتُّ أو نطقت،
ولغتي التي تباطأتْ واختلّتْ
كفقّاعةٍ فسُدَ هواؤها
فقأتُها بذروةِ أنفي.
لُوحقتُ في أوهامي،
وتلاشتْ نقودي، فجأةً كالمجرمين،
فتكرّر إفلاسي وما تلاشى خوفي:
أخافني مَن رأيتُ وما رآني
ما يفضحُ الرسائل
ومَن يشدُّ أذني
لأعيشَ واقفاً على رؤوسِ أصابعي
أخافني وأخفاني
الغاضبون والمذعورون والساخرون والوشاة على الدرّاجات
ودفعني إلى حتفي
ما نسيتُ ومَنِ التقيتُ
فصدّقتُ ما يُقال
ثم صدّقتُ ما لا يُقال
فانطَلَتْ عليّ كلُّ الحيل
وظلّ خطأي خطأ لم يُغْتَفَرْ
ولم يحدُثْ شيءٌ في حياتي التي تنقضي
لم تحدُثْ حياتي.