Nouri Al-Jarrah (نوري الجراح)
الأيامُ السَّبْعَةُ للوَقْت VI
دم من هذا الذي يجري في قصيدتك أيها الشاعر؟
وهو دم.. ريثما يكتب الأعمى وصيته ويفتح نوافذها للمطر
ريثما يدخل الشهداء ويدخنون أمنياتهم الأخيرة
ريثما تخرج امرأة من زقاق وفي يديها صبي تقصّف كالسنبلة.
دم في المدينة، دم في البليدات الصغيرات في ريف الفقراء
دم على ثلم الفلاح، على سكة المحراث يشق جمجمة الغيب، ويقرأ طالع النهار.
دم يصرخ في حنجرة مشطورة والغراب بجناحين متعاظمين يلطم الشقيق بدم الشقيق.
دم على أمنية العابر، على خيبة الهارب، على عار المتفرج
على صمت المفكر يقلب أفكاره ويبلل مقولاته بدم الصِبية
وفي يوم غد آخر يقرأ الجثامين في ضوء الفلسفة.
دم على أمس القاتل ويومه وغده
دم على سرير المضاجع زوجته غصباً عن فؤادها الكسير
دم في موعد الحب، دم في اضطراب الخطوة المضطربة
دم في صحون الطعام
دم في بلاغة الصوت
دم في التفاتة الغريب، في هواء النهار
دم في كلمة الحب
في حزن المسافر
في هروب القرى وراء تلال أخرى
في النوافذ مهجورة والشعاع منكسرا.
دم الشقيق في بلطة الشقيق.