Fatima Naoot (فاطمة ناعوت)
بيتي طابورٌ خامس
بيتي طابورٌ خامس
صَحْنُكَ خائفٌ يرتجفْ،
كوبُكَ يبكي
ضممتُه إلى شفتي لأُطَمْئنَه
غافلَني،
وانتحرَ:
نُثارَ خَزَفٍ فوق البلاطِ،
البلاطُ مُغَبَّرٌ،
والثريا غائمةٌ،
مِقْعَدُكْ الذي هناك
ثنى ساقَه
وغَضَّنَ وسائدَه،
فرشاة أسنانِكَ
تفقدُ شَعرَها
ومِنشَفَتُك البيضاءُ
ترفضُ أنْ تشربَ ماءَها ليومين
لتوهمَني
أنها تبكي.
الكتبُ في المكتبةِ ساكنةٌ
لا تتعاركُ مثلَ دائمًا،
الصورُ على الحوائطِ
تشيحُ عني،
أباجورةُ مكتبي البرتقاليةُ
باردةٌ
أبَتْ أن تمنحَني بعضَ الضوءِ لأكتبَ،
والأقلامُ تآمرتْ
وغلَّقتْ على نفسِها الأدراجَ
الشرفةُ عاقِدَةٌ ذراعيها
وأطرقت برأسها بعيدًا
صوبَ الحديقة،
والحديقةُ كسولٌ
لأن العصافيرَ غادرت.
وهناك
في قاعِ سلَّةِ الغسيل
ترقدُ بيجامتُكَ الزرقاءُ
تتقلَّصُ مثل جنين
يرفضُ الخروجَ إلى العالم
...
بيتٌ حزينٌ
وأشياءُ
تتآمر ضدّي
لأنكَ لن تعود.
بيتي
طابورُكَ الخامس!
القاهرة / 1 أبريل 2009