Qassim Haddad (قاسم حداد)
شعراء
شعراء
يَرْسِمُ الشُّعَراءُ الطَبِيَعةَ قَبْلَها،
و يَبْتَكِرُونْ ،
ويَبْنُونَ كُوخَاً يُغادِرُهُ ثُـلَّةٌ مِنَ الأشقِياءْ.
يُغَنُّونَ حِيْنَاً ،
ويَفْتَتِحُون طَرِيقَاً لِكَي يَأخُذَ المَاءُ شَكلَ النَّهَرْ .
يَبُثُّونَ في الطِينِ ذَاكِرَةً لِلشَّجَرْ
ويَكْتَشِفُُ الطَّيرُ أَلْوَانَهُ مِنْ كَلامِ القَصَائِدِ
يَخْتَارُ أَسْمَاءَهُ النادِرَه.
عِنْدَمَا يَخْرُجُ الشُّعَراءُ مِنَ النَومِ
يَبْدَأُ الفِتْيَةُ الأَشقِياءُ انْتِهَاكاتِهم
يَعْبَثُونَ قَلِيلاً،
ويَدَّافَعُونَ ، كَأَنَّ الطَّبِيعَة تَنْتَابُهمْ ،
يَعْصِفُونَ ويَصَّاعَقُونَ
وتَأخُذُ أَطّرَافُهم فِي النُّحُولِ كَأنَّ الفُصُولْ
سَتَبْدَأُ تَوَّاً ، كأنَّ الطُّفُولَةَ
تَنْتَخِبُ الشَكلَ في بَغْتَةٍ ،
والعُيُونْ
تُحَمْلِقُ مَأخُوذَةً بِارْتِجَالِ الطَبِيعَة.
والفِتيةُ العَابِثُونَ يُؤَدُّونَ أَخْطَاءَهُم جَوْقَةً جَوْقَةً
كاحْتِدَامِ القَصَائِدِ في بَهْجَةِ الوَقْتِ .
و الكَائِناتُ تَفُضُّ الهَدَايا
وتَأخُذُ صُورَتَها الفَاتِنهْ
كأنَّ السَّنَهْ
تُؤَسِّسُ لِلّخَلْقِ، والنَّاسُ مَذْهُولَةُ البِدْءِ
تَلْثِمُ ثَلْجَاً شَفِيفَاً يُزَيِّنُ مِرْآتَها كَي تَرى ،
مَا الذِي يَفْعَلُ الشُّعراءُ لأحْلامِنَا الوَاهِنَهْ .
يعْبَثُ الشِّعرُ بَالنَّثْرِ
ويَرْتَكِبُ الفِتيَةُ الأَشقِياءُ الجَرَائرَ مَغْفُورَةً
مثْلَمَا يَخْدُشُ الطِفْلُ نَهْدَاً ويَبْكِي عَلَيهْ ،
مَثْلَمَا يَكسُرُ النَصُّ صُورَتَهُ
فَتَنْهَالُ تُفاحَةُ الحُبِّ
تَسْتَغْرِقُ المَرْأةُ في عَاشِقٍ ضَائِعٍ .
مِثَلَمَا يَفْضَحُ الذِئبُ أُسَطُورَةً في القَمِيصِ المُدَمَّى
ويَعْتَرِفُ الأُخْوَةُ الأَبْرِياءُ
فَتَعْفُو الطَبِيعُةُ عَنْ خَالِقٍ عَابِثٍ ،
وتُصَلِّي إِليهَ .