Nouri Al-Jarrah (نوري الجراح)
الأيامُ السَّبْعَةُ للوَقْت V
دم من هذا الذي يجري في قصيدتك أيها الأعمى؟
ولماذا أخرجُ من حكايةٍ وأدخلُ في حكايةٍ؟
قالَ شاعرٌ رأى أمَّهُ في السرير
عاريةً
ومطحونةَ الوجهِ:
أهذه أمي غداً أم شجرةٌ عجفاءُ؟
ومن هؤلاء المشيعون يخرجونَ من بابٍ في مئذنةٍ
ولا يخرجونَ من حانةٍ أو مكتبة!
وشاعرٌ رأى نجمةَ الصبحِ دامية
قال:
لا أذكر إن كانتْ نجمتي!
وشاعرٌ ظلَّ ثلاثينَ حولا يجرُّ صليباً في كتابٍ
ويوهمُ إخوتَه أن المسيح الموجع يسكن رأسَه الموجع
اللصوصُ الذين خرجوا من شِقِّ في حائطِ العدمِ مزَّقوا صفحةَ الهواءِ وغمروا النوافذَ بالموت.
لمنْ آلتْ قصيدتي قالَ شاعرٌ
ولم يُبق الرصاصُ حياً سوى الصمت؟
تتقصَّفُ المئذنةُ الصائحةُ ويتلو الشهيدُ شهادَته
على أخٍ أَتَمّ شهادتَه
على أمِّ طوتْ أبناءَها السبعةَ في كتابِ.. وخبَّأته من العين.
ما من أحدٍ غيرِكَ
ما من أحدٍ غيرِكَ
في هذه الجمعةِ وفي كلِّ جمعةٍ حتى صارتِ الأيامُ السبعةُ للوقتِ.
درجاتٍ في الترابِ ودرجاتٍ في الهواء
حصَّةُ الشهداءِ من الشهادة:
لا أحدَ غيرَك.