Bouzid Herzallah ( بوزيد حرزالله)
حالات مغربية
حالات مغربية
(1)
ـ لم أكن باكيا
إنما بللتني جفون القرنفل
فانتفضت أغنيات الندى حالمه.
أسكرتني لطيفة ذات انتشاء
بعطر القنيطرة الخمر،
من أول الليل
مدّ الشعاع لنا يده الناعمه.
فامتطينا معا شهقة الصمت
نرقبنا في المدى طائرين.
زقزقا، فارتسمنا
بشاطئ مهدية قاربين.
(2)
ـ ظل بدر يؤكد
أن البُنيّة صافية كالمطر.
ويغيب يوزع أغنية (الراي)
في الدرب
يبحث عن لحظة للحشيش
وعابرة للسمر.
كنت أرقبه صادحا (دنيتي هانيه).
وأنا خلف سور لطيفة
عند امتداد الفرح
أنسج النار قوس قزح
راسما في اللهيب المسافر
جلستنا الثانيه.
(3)
ـ مرة أخذتنا المسافة والإستماتة في السهو واللغو
صارت لنا ضيعة وصغار
وساقية وثمار
ودنيا من الأقحوان
وآخرة للزمان
نؤجلها أو نعجلها
مثلما نشتهي أن يكون.
يومها كم تركنا على النار
طعم الشفاه ووشم الجفون.
(4)
ـ ذات موج من الصبوات
وغسّان يقطع همس الندى
ويحرض صمت الزهور.
داعبت مهرتي شعره
وهي ترقب شعري
وترسم فاصلة للعبور.
ثم تحمله بين ساعدها
وتهدهده فوق ناهدها الكافر.
وقتها أسدلت جفنها للهوى
فاحتوت منتهى خاطري.
(5)
ـ كلما يجمع الرمل
وقع الخطى في المساء
ويفرش منديله للنجوم.
أهيئ مجمرة وبخورا
وآوي إليه
لأقرأ في كفه صبواتي
فترحل خطوتها
في اتجاه الغيوم.
أظل ألاحقها
تتعثر، تترك لي
رعشة وسكينه.
وإذّاك أبصرني ولطيفة
نمسح دمع المدينه.