Monzer Masri (منذر المصري)
قمرٌ نَهاري يذوبُ في ضوءٍ قَويّ
قمرٌ نَهاري يذوبُ في ضوءٍ قَويّ
( إلى نوري الجرّاح )
لَم يكُن بوُدِّي أن
أُحدِّثَكِ عن أشياء
( ماذا يُجدي ذلِك !)
كنتُ أُريدُ أن تُحدِّثَكِ
الأشياءُ عنّي
أن أستعيرَ شِفاهَها
لأقولَ لكِ
حتّى إنَّهُ مرَّ في خاطِري :
( بشِفاهِ الآخرين
أستطيعُ تقبيلَكِ ) .
/
خطأي أنّي لَم أعرِف
من أيِّ زاويةٍ ومن أيِّ مسافةٍ
كانَ عَليَّ أن أنظُرَ إليكِ
كقمرٍ نَهاريٍ يذوبُ في ضوءٍ قَويّ
كنتُ أراكِ بعينِ الألَم .
/
لا يلزَمُني البَتَّةَ
أن أقِفَ على حافَّةِ سَطحٍ عالٍ
وأنظُرَ إلى الأسفلِ مُتَخيلاً
كيفَ سَيكونُ
سُقوطيَ الحُرّ .
/
أو أن أذهبَ إلى مكانٍ فيهِ ضَجيج
وأصرَخَ وأصرَخَ وأصرَخ
لأتَمالَكَ نَفسي
وأستَعيدَ بعضَ قُدرتي
على التحكُّمِ بتفكيري : ( فلقد أحببتُكِ أحببتُكِ وتلَوَّثتُ )
وصارَ ذلِكَ عَسيراً
حتّى على ازدرائكِ المُبطَنِ للشفقةِ .
/
ذلِكَ أنّي آثَرتُ معكِ انْهزاماً مَجيداً
عَوَضَ مُجرَّدِ انتصارٍ
لَن يسمَحَ لي أحدٌ أن أدَّعيهِ لنَفسي
حينَ لَمَستُ الكأسَ
وأزَحتُهُ من مكانِهِ ألفَ مرَّة
ولَم أُفكِّر
رَغمَ جَفّافِ فَمي
أن أرفَعَهُ
أمامَ كلِّ مَن يَراني
وأشرَبَ منهُ قَطرَة ..