Golan Haji
المسيح العجوز
المسيح العجوز
(بعد بونار)
- إلى جنان عبادي-
-1-
لا شفاءَ من هذا التردُّد.
قلَقٌ ألِفْتَهُ،
كموجِ النهر بين عدوّين،
هادئاً يعود.
مَنْ صوّرك؟
بلبلكَ الوميضُ فاختلّتْ خطاك
وتداركتَ الخوفَ بشمِّ وردةٍ
لا يراها في الغبار سواك،
أيُّها الناحل، الصائمُ أربعين يوماً.
كارهاً ملمسَ الماء والمعجزات،
خلقتَ من النبيذِ الأصفر سمكةَ عُرس
ومستحمّاتِكَ من غبارِ الدرَّاق.
مسحوراً بالنُّقصان، فاتتكَ اللمسةُ الأخيرة.
-2-
مَنْ نازَلك؟
أقبضتاكَ مشدودتان قليلاً
لأنَّ العدساتِ في كلّ الزوايا،
ولا مخبأ للتُّعساء والحيارى؟
يقدحُ الله، هذا المساء، بروقَ نيسان
مُصوّراً ما لا يُرى في الأرحام.
ينفخُ الموتى في جذوعِ البتولا لحنَ أورغن منسياً،
وأنت واقفٌ وحدك، مُغْضياً عاريَ الصدر،
وجهُكَ المحمرّ بابٌ موصَدٌ انهالتْ عليه الأيادي
وسلخَتْه الشمسُ والعار،
لسانك زاهدٌ عن تسديد أيّةِ ضربة-
واقفٌ وحدك، ملاكِماً انزلقتْ من يديهِ الريشةُ والقفازات
في حلبةٍ لا يبارحُها
لأنه عاجزٌ عن الانصراف
جاهلٌ إلى أين سيمضي.