Fatima Naoot (فاطمة ناعوت)
شيءٌ يُشبه المِلْح
شيءٌ يُشبه المِلْح
البنتُ الطيبةُ
تحتاجُ إلى كَذِبَةٍ أخرى
أخيرة
كي تنجوَ من لسْعةِ العقرب
الذي تسلّلَ إلى هودجِها
ذات غفلة.
تقولُ لفتاها:
اِكذِبْ عليَّ
كَذِبًـا شريفًا
وذكيًّا
مثلما المَصْلُ يكذبُ على خلايانا
فنبرأُ من السَّقَم.
يقولُ الفتى:
سأكونُ نبيًّا
لو أحببتِني،
والأنبياءُ
لا يكذبون!
تقولُ البنتُ:
الأنبياءُ لا يخرجون من هيكل السرطان
ليدخلوا مداراتِ العذراوات
الأنبياءُ
لا يدقّون أوتادَهم في كلِّ أرضٍ
فيفزِّعوا الطيرَ الغافيَ في الشجر،
الأنبياءُ
يحملون مِخلاتِهم على ظهورهم
ويجوبونَ الصَّحاريَ
بحثًا عن المِلْح الذي
يُطهِّر الروحَ
من أدرانِها،
الأنبياءُ
يكذبون أكاذيبَ جميلةً
وبيضاءْ
تُشبِه البَرَدَ
وتشبه المِلْحَ
وتشبه البلّلورَ الذي يقْطُرُ منه النور،
إذا كنتَ نبيًّا
هاتِ أكاذيبَكَ الطيبةَ
لأنجوَ من البَرَص
أنا
أنزعُ الثوبَ عن جسدي
كي أتهيأَ
لحمّامِ البَياضْ.
الكويت / 1 نوفمبر 2009