Aref Hamza (عارف حمزة)
كي يبدو مثلنا
كي يبدو مثلنا
ما زالتْ قدمي اليمنى تنزفُ
كأنّني ما زلتُ عالقاً بين الأسلاك الشائكة وحقلِ الألغام
والقنّاصُ التركيّ يتسلّى ولا يقتلني
كأنّني لم أغادر بلدي منذ سنوات
ولم أعطِ ظهري لأحد!.
2
أنا النبتةُ في أصيصِ الشرفةِ
النبتة التي كنتِ تسقينَها
النبتة التي كبرتْ واصفرّت دونَ تذمّرٍ.
مضتْ كلّ هذه السنوات
دون أن تعرفي.
3
كنتُ أريدُ أن أذهبَ
لأغطّي البحرَ المرتجفَ بشالٍ صغير
بكنزة صوفٍ أكبرَ من مقاسهِ
كي يبدو مثلنا.
4
عندما ضمّتنا
أخذتْ الأسلاكُ الشائكة نفساً عميقاً
ودخلتْ تحتَ جلودنا
نفرَتْ منها الدموع
ونفرت منّا .
صار لنا أخيراً
أسلافٌ
رقيقون
من المعادن.
5
في آخر النفقِ وجدنا ضوءاً.
بصيصاً من الضوء كما قال الكثيرون
وصاروا ينادونه سراباً.
في آخر النفق
وجدنا ضوءاً نافقاً.
6
الهواءُ نظيفٌ هنا
أكثرَ من هواءِ بلدي.
نظيفٌ بشكلٍ خانق.
7
على الحواجز كانوا يعثرونَ علينا بسهولة في بطاقاتنا الشخصيّة
وكانوا يُقلّبونها كثيراً
كي يتخثّرَ دمنا.
على الحواجز كنتُ أحدّقُ في الجنديّ
كنتُ أبحثُ عن أنثى في عينيه
عن زرقةٍ على رقبته بسبب الحبّ
عن مياه بيضاء في عينيه بسبب الهجران...
ولكن لا شيء فيه. لا شيء
مثلَ هذا الثلجِ المتسخِ في الطرقات.
وكنتُ
أتألّمُ لأجلهِ.
8
اخترتُ العيشَ
في مدينةٍ بحريّةٍ
كي أُديرَ ظهري للبحر.
9
لا أفعلُ شيئاً هنا
لا أخرجُ من البيت
عندي فكرة راسخة،
أسقيها
مثل نبتة ضعيفة،
بأنّهم استعملوا كثيراً
الحياة التي في الخارج
وما عادتْ تخصّني في شيء.