Nouri Al-Jarrah (نوري الجراح)
الأيامُ السَّبْعَةُ للوَقْت IV
الأيامُ السَّبْعَةُ للوَقْت IV
دم من هذا الذي يجري في قصيدتك أيها الشاعر؟
دم من هذا الذي ينِزُّ من جثمان النهار
دم من هذا؟ دم من؟
وركبةُ الوقتِ مشطورةٌ،
والهواءُ
عصفٌ وراء عصفٍ وراء عصفٍ
والصُّور شفارٌ تأكلُ الواقفينَ في الصُّور
الجنود ينحنون على البنادق والموت يتلفت.
قال شهيدٌ أسلَمَ الترابَ شهيداً
كُنْ دليلي في الطريق إليه
ولا تتأخر كثيراً
وكُنْ سندي في الرواية يوم يكذبُ المؤرخون
كُنْ صاحبَ البيتِ
وارو الروايةَ كاملة:
اللصوصُ أضرموا النار في بيت أبي
اللصوصُ سرقوا وجنةَ أختي ويدَي أخي
اللصوصُ قتلوا أبقاري وقادوا حميري إلى بركةِ الدم
اللصوصُ انتهبوا قمرَ الصَّيفِ
وفؤادَ المسافرِ
اللصوصُ ربطوا الأخوات الصغيرات بأمراس الحقل
وكسروا على حجرِ البئرِ جمجمةَ المراهق.
اللصوصُ هتكوا ستارةَ الحلمِ،
ومشّحوا بدمِ الفجرِ قمصانَ نومِ البنات.
ولما تساقطتِ الحجبُ، رأيتُ ما رأيتُ كان وجهكَ القاتلُ يملأُ وجهي
أهذا أنا
أم عدوي؟
في الحقل صرختُ فيكَ، ونَظرنا الأيامَ تُبَدِّلُ ثيابَها
والزمنَ يتسرَّبُ من الأيدي
في الحقل صرختُ فيكَ وفي الجبلِ صرختُ
وفي المدينة لمَّا نزلنا
عيناكَ رأيتُهما زائغتين.
ها إن يدَك التي كبُرتْ واخشوشنت
تتلطَّخُ بدمي.
أخرجُ من بابٍ وتَخرجُ من بابٍ
لا أكون صورتَكَ ولا تكون صورتي
وأناديكَ:
تعالَ وخذْ ما أخذتَ
وباليد البلهاءِ، أودع البلطةَ في الظهرِ والعتمةَ في هاويةِ القلب.
تعال يا من تماديتَ حتى تكون ابن أمي
وأبي
وتكونَ أختي
وابنتي
وتكونَ جنازتي.
يا صاحب اليد التي لهتْ
بالالوان
قرب يدي
ومعا رفعنا حجرَ الطفولةِ عن عقربِ الزمن.