Fatima Naoot (فاطمة ناعوت)
في المَرْسَم
في المَرْسَم
كلَّ مساء
أعودُ إلى بيتي
بعدما أتركُ وجهيَ في المَرْسَم
على نسيجِ التُّوال.
في الليل
أنسلخُ من إطار الخشب
تجولُ عيناي بين أروقةِ القاعةِ
ترقبان:
الألوانُ نائمةٌ في أنابيبِها
والفُرْشاتُ ساكناتٌ في إناءِ الزيت
واللوحاتُ غافية.
أنا حارسةُ المكانِ
وظيفتي:
أن أحميَ أكفانَ الفراعينِ
التي دثّرَ بها الرسّامُ
مومياواتِ السَّلف
دِثارًا أبيضَ
فوق دِثار
من عبثِ الأزرق والأخضر والبُنّي
حتى يظلَّ الأبيضُ أبيضَ
كما التاريخ،
وعند الفجر
أعودُ إلى الحاملِ
أُغمضُ عينيّ برهةً
لأغفوَ
قبل أن يستسلمَ من جديد
وجهي المطبوعُ على القماش
إلى ريشة
أحمد الجنايني.
المنصورة / 15 يونيو 2009