Mohamad Al-Harthy (محمد الحارثي)
اعتذار للفجر
اعتذار للفجر
بتفصيلٍ غير مرغوبٍ في صَنعةِ الشعر؛
أحِبُّ ذِكْرَ الأوقاتِ في القصائد:
كالنهارِ والليلِ، الصباحِ والمساء، قيلولةِ
الظهيرةِ وما تلاها..
لكنني أنسى الفجرَ دائماً
كما أنسى أنَّ عليَّ حَمْل صخرةِ سيزيف
(الباليةِ لكثرةِ دَحْرَجَتِها في الكُتُب)
أنساهُ للأسف، رغم أنهُ دليلي
إلى بيتِ أكثر من قصيدٍ في قلبِ الصَّخرةِ
حيثُ تصحو العصافيرُ على إفريز النافذةِ
مُهاجرَةً بأصواتها من غُصنٍ إلى غُصنٍ
كما لو من قارَّةٍ إلى أخرى، من غُصنٍ إلى غُصنٍ
بين مَعزوفةٍ وأخرى
في قلبِ الصَّخرةِ، تقولُ لي
(وأنا عائدٌ من المطبخ بالبسكويتِ وكوب الشاي)
طائرةً في الهواءِ، أو وهيَ تَنقُرُ الحَبَّ على الإفريزِ
في قلبِ الصَّخرةِ، في قلبها تقولُ لي:
أوقِفْ كونشرتو الپيانو هذا..
واعتذِرْ إلى الفجرِ بقصيدة
سَنُمطِرُكَ بالموسيقى، وسَنُلهِمُكَ القافيَة.