العاصمة - The Capital

ـ ما هي عاصمة الكونغو الديمقراطية؟

ـ أنتويرب.

 

 

في هذه المدينةِ التي تتغذّى على الألماس.

تنمو الأسلاكُ الشائكةُ في قصائدِ الشعراء.

تموتُ المواعيدُ في الرزنامة.

تتوقّفُ يديْ عن لمسِ شفتَيكِ.

يتوقّفُ رجالُ الشرطةِ عن الضحكِ.

تتوقّفُ سيّارةُ التكسي التي قُتل سائِقُها برصاصةِ قنّاصٍ في دمشقَ أمامَ المحطّةِ المركزيةِ في أنتويرب.

يتوقّفُ الإرهابُ في البلاي ستيشن.

وأنا أتأبّطُ نفسي، وأتوقّفُ عن التوقّفِ.

أفكّرُ في المسافةِ بين شفتَيَّ وجلدكِ.

كأنَّني لم أُولَدْ في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق عام ١٩٧٩.

كأنّكِ لم تُولدي في مجرّة دربِ التَّبَّانة.

 

 

 

في هذه المدينةِ التي يمسحونَ فيها الدَّمَ عن الألماسِ بنفسِ العنايةِ التي يَمسحُ بها الأطبّاءُ الدَّمَ عن جرحِ مُصابٍ، قاموا بإنقاذِ حياتِهِ.

أمرُّ خفيفًا، كما تَمُرُّ دبّابةٌ على الإسفلت.

حاملًا قصائدي مثلَ بائعٍ متجوّل.

كُلَمَا سِرْتُ في اتّجاهِ البحرِ أكلتْني الصحراءُ التي تَخرجُ من حقائبِ المهاجرين.

ومن جواز سفري الذي لم يعترفْ بهِ أحدٌ سواكِ.

أنا صاحبُ القصائدِ التي تتحدّثُ عن الموتِ، وكأنَّها تتحدّثُ عن الأمل.

وعن الحربِ، وكأنَّ الله موجود.

منذُ ماتَ أصدقائي أصبحتُ ذئبًا وحيدًا.

أحاصرُ الفرحَ في الزاوية، وأدوسهُ كحشرةٍ ضارة.

أصدقائي الذين قُتلوا تحتَ التعذيبِ يجلسونَ بجانبي بكامل أناقتهم، وكأنَّنا في حفلِ استقبال.

وأُمّي تتفقّدُني عبرَ الأسلاكِ.

لكي تتأكّدَ أنَّني لا أزال أبولُ على هذا الكوكبِ.

 

 

لقد نظَّفتُ غرفتي من أيِّ أثرٍ للموت.

كيلا تشعري حينَ أدعوكِ إلى كأسِ نبيذٍ.

أنَّنِي ورغم أنِّي في ستوكهولم.

لا أزالُ في دمشق.

 

 

في هذه المدينةِ التي تتغذّى على ألماسِ الدَّمِ.

أتذكّرُ عرسَ الدَّمِ.

أتذكّرُ النسيانَ.

أقفُ في منتصفِ صورةٍ جماعيةٍ بالأسودِ والأسودِ تجمعُ شعراءَ مرُّوا من هنا.

تُحيلني الهوامشُ التي تركتِها بجانبِ قصائدي إلى الحزنِ.

يتحوّلُ قلبي إلى فزَّاعةٍ خشبيةٍ لطردِ طيورِ هيتشكوك.

قلبي البريءُ الذي لا يحتمل.

يصبحُ قاسيًا كالكلماتِ الصريحةِ.

ويتحوّلُ الشارعُ إلى دفترٍ.

أنتِ الوحيدةُ التي باستطاعتها تحويلَ الشارعِ إلى دفترٍ.

تُمسكينَ ببراءةٍ يَدِيْ، لكي نقطعَ رأسَ السنةِ.

فينهارُ البنكُ الدوليّ.

وتقفُ الطبقةُ الوسطى ضدَّ المُهاجرين.

يقفُ رجلُ الأمنِ مُسلّحًا بالتاريخِ، ليرسمَ سدَّا بين الضواحي والفرح.

يقفُ لونُ البشرةِ مثلَ حاجزِ تفتيشٍ بيننا.

بين الميناء الذي يستوردُ الحُرّيّة

والشارعِ الممتدِّ من المقبرةِ إلى غرفةِ النومِ.

لمْ تُتعبْني الحربُ.

بل القصائدُ التي تتحدّثُ عن الحربِ.

لم تُتعبْني المُدُنُ الباردة.

لكنَّها أكلتْ أصابعي تلكَ القصائدُ التي تتحدّثُ عن المُدُنِ الباردة.

وأنا لا أستطيعُ الرقصَ دونَ أصابعي.

لا أستطيعُ أنْ أُشيرَ إلى الشرقِ دونها.

سكتةٌ قلبية تقتلُ ساعةَ الحائطِ.

وأصدقائي يشهدونَ زورًا بأنَّ الحياة رائعة.

هذه المدينةُ تنهارُ إلى الداخلِ، كأنَّها ثُقبٌ أسود.

أقصدُ ثقبًا أخضرَ.

والشارعُ يركضُ خائفًا.

إنَّها المرّةُ الأولى التي أَرى فيها شارعًا يركضُ في الشارع.

إنَّها المرّةُ الأخيرةُ التي أرى فيها بيتًا يتّكئُ على ضحكةِ المرأةِ الحزينةِ التي نسيتها في المطبخ، ليظلَّ واقفًا.

وعلى رائحةِ التوابلِ التي بعثرتْها القذيفةُ، ليظلَّ حيَّا.

الجيرانُ هربوا دونَ أنْ يُغلقوا النوافذَ المفتوحةَ على المجزرة.

دونَ أنْ يُغلقوا كتابَ فنِّ الطبخِ المفتوح على الصفحةِ رَقْم ٧٣.

عصافيرُ الشجرةِ المجاورةِ انتقلتْ إلى البيتِ.

سكنتْ في خزانةِ المطبخِ نصفِ المفتوحةِ.

ستقتُلها قذيفةُ هاون من عيار ١٢٠ ملم صُنعتْ في الاتّحاد السوڤييتي عام ١٩٨٧ لمحاربة الإمبريالية.

الكنارُ ماتَ من الجوعِ في القفص.

إنّها الحرب.

تموتُ الكناراتُ من الجوعِ في أقفاصها حين يختفي سَجَّانُها.

سَجَّانُها الذي خرجَ من البيتِ، ولم يَعُدْ.

البيتُ الذي انهارَ على قصائدِ الشعراءِ الذين خانتْهُم بلادُهُم.

بلادُهُم التي كانوا يبكونَ منها، وأصبحوا يبكونَ عليها.

ها هم يقرؤونَ حُزنَهم أمامَ الغرباء.

بقصائدهم يكسرونَ الوقتَ.

بأيديهم يقرعونَ الأجراسَ.

لكنْ، لا أحد لديه الوقت، ليسمعَ الصدى إلا بعضُ القتلى.

والنادلةُ في البارِ تفتحُ معي نقاشًا حول أحقّيّةِ السوريين في الموتِ بطريقةٍ لائقةٍ، حيثُ يكونُ الجسدُ كاملًا.

قطعةً واحدةً.

وعن الوحدةِ.

عن أحقّيّةِ أنْ يجدَ المرءُ شخصًا ينامُ بجانبهِ في المساء.

وأنْ يتركَهُ نائمًا حين يذهبُ إلى عملهِ في الصباح.

دونَ أنْ يَطلبَ منهُ الرحيلَ.

حسنًا.

لِنُنْزِلْ عن ظهرنا هذا الكيسَ المليءَ بالحجارةِ.

ونصرخ بصوتٍ خافتٍ عن طريقِ الكيبورد.

نحنُ الموقّعونَ فوقَ الإسفلتِ.

نُعلنُ أنَّنَا تعبنا.

وأنَّنَا بِغَضِّ النظرِ عن خلفيّاتنا التي أتينا منها.

فإنَّنَا نُعاني من نفسِ الخراء.

أنا أيضًا مثلكِ، أسكنُ وحيدًا في شقّةٍ بثلاثِ نوافذ.

اثنتانِ تُطلانِ على أنتويرب.

أما الثالثة، فهي شاشةُ كومبيوتري التي تُطلُّ على دمشق.

ـ هل زرتِ دمشق؟

ـ لا.

ـ حسنًا، سوفَ أحاولُ أن أصِفها لكِ، درجةُ الحرارةِ في الصيفِ ٣٧ مئوية، إنَّها المدينةُ التي تتطابقُ فيها درجةُ الحرارةِ في الصيفِ مع درجةِ حرارةِ جسمِ الإنسان.

ـ هل زرتِ أنتويرب؟

ـ لا.

ـ حسنًا، سوفَ أحاولُ أن أصِفها لكِ، إنَّها ألماسةُ دَمٍ تتلألأُ خلفَ الواجهاتِ المضاءَةِ بالأبيض، بريقُهَا يعكسُ ظلالَ رجلٍ أسودَ، وجدَهَا في كينشاسا، ثمّ وُجِدَ مقتولًا برصاصةِ صديقِهِ، من أجلِ أنْ ترتدي امرأةٌ من مونتريال خاتمًا، فيه حجرُ ألماسٍ مصقولٌ في تلّ أبيب، أهداهُ لها زوجُهَا المولودُ في بيونيس أيريس حين كانا في رحلةٍ إلى صحراءِ أريزونا، لكي تسامِحَهُ على خيانتهِ لها مع صديقتها الجنوبِ أفريقية حين كان يغسلُ أموالهُ في دبي.

ـ هل تعلمينَ ما هو وجهُ الاختلافِ والتشابهِ بين الصحراءِ وغسيلِ الأموال؟

ـ لا.

ـ الاختلافُ أنَّ الصحراءَ تحتاجُ إلى ماءٍ، أمَّا غسيلُ الأموالِ، فلا.

ـ والتشابه؟

ـ التشابهُ هو أنَّ غسيلَ الأموالِ هو غسيلٌ جافٌّ، جافٌّ كالصحراءِ التي في أريزونا.

 

 

حسنًا، لا مجالَ للإنكارِ أنَّنِي أسبحُ فيكِ، كما تسبحُ فراشةٌ داخل الماغما.

وأطعمُكِ كلماتي، لكي تكبري ببطءٍ، كما تكبرُ رقعةُ الدمارِ التي أحدَثَهَا ارتطامُ حزنكِ بأيَّامي.

لقد كانَ لوجودكِ في حياتي أثرٌ سلبيٌّ على شِعْرِ ما بعد الحداثةِ في النصفِ الشمالي من الكرةِ الأرضية.

ويجبُ أنْ أعترفَ لكِ أنَّ الكثيرَ من قصائدي قد انتهتْ مدّةُ صلاحيّتها، بسببِ الظهور المفاجئ لمجازاتكِ فيها.

وأنكِ ساهمتِ من خلالِ حملاتكِ الممنهجةِ لإضافةِ الهوامشِ إلى نصوصي في إحداثِ ثقبٍ في الخزَّانِ الذي يحفظونَ به اللغةَ العربية.

وأنكِ قمتِ بإحيائي مع سبقِ الإصرارِ والترصُّدِ.

وهذه جريمةٌ يُعاقِبُ عليها دستورُ الشعراء.

وأنَّ تفاصيلكِ المبعثرة في أرجاءِ منزلي تثيرُ شهوتي، لكي أرمي التلفزيونَ من النافذة.

وأجلسَ، لكي أشاهدَكِ أنتِ حين تقومينَ بقَتْلِ الوقتِ.

أعترفُ أيضًا أنَّ هناكَ الكثيرَ من الأشياءِ المريبةِ التي بدأتْ بالحدوثِ منذُ شممتُ رائحةَ نهديكِ.

على سبيلِ المثالِ:

كسرتُ العديدَ من كؤوسِ النبيذِ خلالَ الفترةِ التي انتقلتِ بها إلى منزلي.

أغلبُهَا انتحرتْ بالقفزِ من يَدِي خلالَ محاولتي غَسْلَهَا من بقايا أحمرِ شفاهِكِ.

سرقتُ بعض الوقتِ، لكي أجعلَ يومي ٢٥ ساعة.

زَوَّرْتُ ملامحي، لكي أبدُوَ سعيدًا.

أحببتُكِ.

قُلتُ في حوارٍ صحفيٍّ بعدَ أنْ التقيتُكِ إنَّنِي لم أكذبْ في حياتي سوى مرَّتَين.

وكانتْ تلكَ كذبتي الثالثة.

ورغمَ كلِّ التراجيديا السعيدة التي تمرُّ بها حياتي.

رفضتِ أنْ تُطلقي رصاصةَ الرحمةِ على رأسي حين رجوتُكِ أنْ تفعلي.

ومَنَحْتِنِي حياة جديدة.

 

 

تتّهمينَنِي بعدمِ الموضوعيةِ في قصائدي، حسنًا، لم أكنْ موضوعيًا طوالَ حياتي، لقد كنتُ دائمًا منحازًا، وأكيلُ بمكيالَين، كنتُ منحازًا للسودِ أمام العنصرية، للمقاومةِ أمام المحتلّين، للميليشياتِ أمام الجيوش، كنتُ منحازًا للهنودِ الحُمرِ أمام الرجالِ البيض، لليهودِ أمام النازيّين، للفلسطينيّين أمام الإسرائيليّين، للمهاجرين أمام النازيّين الجُدُد، للغجرِ أمام الحدود، للسّكّانِ الأصليّين أمام المستعمرين، للعِلْمِ أمام الدين، للحاضرِ أمام الماضي، للنسويةِ أمام البطريركية، للنساءِ أمام الرجال، لكِ أمَامَ النساء، لكافكا أمام الروتين، للشعرِ أمامَ الفيزياء...

...

...

...

 

 

الفيزياء.

لعنةُ اللهِ على الفيزياء.

لماذا يغرقُ المهاجرونَ، وبعدَ أنْ يلفظوا أنفاسَهُم الأخيرة يطفونَ فوقَ وجهِ الماءِ؟

لماذا لا يحدثُ العكسُ؟

لماذا لا يطفو الإنسانُ حين يكونُ حيَّا، ويغرقُ حين يموتُ؟

 

 

حسنًا.

فلنُسمِّ الأشياءَ بمسمّياتِها.

الكُتُبُ مقابرُ للقصائدِ.

البيوتُ خيامٌ إسمنتيةٌ.

الكلابُ ذئابٌ، ارتضتِ الذُّلَّ.

سجّادةُ الصلاةِ تذكّرُنِي ببساطِ الريح.

غرفتي وقعتْ بحبِّ حذائِكِ الأخضر.

أنا أغرقُ فيكِ، كما يغرقُ السوريّونَ في البحارِ.

يا إلهي.

انظري إلى أين أوصلتْنا الحرب.

حتّى في أسوأ كوابيسي، لم يخطر لي

أنَّنِي في يومٍ من الأيّامِ.

سأقولُ في قصيدةٍ:

أغرقُ فيكِ، كما يغرقُ السوريّونَ في البحار.

 

 

ــــ ــــ      ــــ

 

كلُّ قذيفةٍ تسقطُ على دمشقَ، إنَّمَا تُمَزِّق صفحةً من كتاب ديكارت.

 

 

حينَ وُلِدْنَا.

كانتِ الحياةُ ملوّنةً.

وكانتِ الصورُ بالأسودِ والأبيض.

اليوم أصبحتِ الصورُ ملوّنةً.

وأصبحتْ الحياةُ بالأسودِ والأبيض.

 

٢٠١٥




________________

كُتبتْ هذه القصيدة لصالح مشروع كتاب المدينة

"سيتي بوك" أنتويرب الذي يقام بالتعاون مع البيت
الفلامنكي الهولندي "ديبورين" الجيران. 

© Ghayath Almadhoun
citybooks,
Audioproduktion: citybooks / Vlaams-Nederlands Huis deBuren (Brussel)

پایتخت

- پایتخت جمهوری دموکراتیک کنگو1 کجاست؟

- آنتورپ2

 

در این شهر که از الماس تغذیه می‌کند

در شعرِ شاعران سیم‌خاردار می‌روید

قرارها در تقویم می‌میرند

دستانم از لمسِ لبانت دست می‌کشند

لبخندِ پلیس متوقف می‌شود

وقتی رانندۀ تاکسی روبروی ایستگاه مرکزی قطار آنتورپ3 به‌ضرب گلولۀ تک‌تیراندازی از دمشق کشته می‌شود، تاکسی می‌ایستد

ترور در پلِی استیشن متوقف می‌شود

من خودم را در آغوش می‌گیرم و بدین‌گونه متوقف‌شدن‌ها را متوقف می‌کنم

به فاصلۀ بین لبانم و پوستِ تو فکر می‌کنم

انگار در سال 1979 در کمپ پناهندگان فلسطینیِ یرموک4 در دمشق به دنیا نیامده‌ام

انگار تو در راه شیری به دنیا نیامده‌ای

 

در این شهر که مردمش مثل پزشکی که جان یک مجروح را نجات داده و خون از روی زخم‌هایش سترده

خون از روی الماس‌ها پاک می‎کنند

با گام‌هایی آرام مانند یک تانک از روی آسفالت رد می‌شوم

مثلِ یک دست‌فروش شعرهایم را به‌دوش می‌کِشم

هر بار به‌سوی دریا می‌روم کویری که از چمدان مهاجران خارج می‌شود مرا به‌درون خود می‌کشد

کویری بیرون‌آمده از گذرنامه‌‌ام که کسی جز تو به‌رسمیتش نمی‌شناسد

من شاعرِ شعرهایی هستم که صحبت از مرگ در آن‌ها همچون صحبت از امید است

شعرهایی که از جنگ سخن می‌گویند، انگار خدایی وجود دارد

از وقتی دوستانم مُرده‌اند، یک گرگِ تنها شده‌ام

شادی را به کُنجی رانده‌ام و آن را مانند حشره‌ای موذی زیرِ پا لگد می‌کنم

دوستانم که زیرِ شکنجه مرده‌اند بهترین لباس‌شان را به تن کرده‌اند و کنارم نشسته‌اند،

انگار در یک مراسمِ استقبال هستیم

و مادرم در خطوط تلفن دنبالم می‌گردد

تا مطمئن شودکه هنوز دارم رویِ این سیاره می‌شاشم

 

اتاقم را از هرچه نشان مرگ دارد پیراسته‌ام

به همین‌خاطر است که وقتی به یک لیوان شراب دعوتت می‌کنم،

هیچ حس نمی‌کنی که اگرچه در استکهلمم

هنوز در دمشقم.

 

در این شهر که از الماسٍ خونی تغذیه می‌کند

عروسیِ خون به یادم می‌آید

نسیان به یادم می‌آید

من وسط عکسِ دسته‌جمعیِ سیاه‌و‌سیاهِ شاعرانی ایستاده‌ام که از اینجا رفته‌اند

یادداشت‌هایی که در حاشیۀ شعرهایم نوشته‌ای ناراحتم می‌کند

قلبم بدل به یک مترسکِ چوبی می‌شود تا پرنده‌های هیچکاک5 را فراری دهد

قلب بی‌گناهم تاب نمی‌آورد

مانند کلامِ صادقانه تندوتیز می‌شود

و خیابان‌ها تبدیل به دفترچه یادداشت می‌شوند

تو تنها کسی هستی که می‌توانی خیابان‌ها را به دفترچه یادداشت بدل کنی

تو معصومانه دستانم را می‌گیری و با هم سرِ سال6 را می‌بُریم

بعد بانک جهانی فرو می‌ریزد

طبقۀ متوسط مقابل مهاجران می‌ایستد

نگهبانِ مسلح به تاریخ بین حومۀ شهر و سعادت دیوار می‌کشد

رنگ پوست مانند یک ایست بازرسی بین ما قرار می‌گیرد

بین بندری که آزادی از آن‌ وارد می‌شود

و خیابانی که از گورستان تا اتاق خواب کِش می‌آید

جنگ خسته‌ام نکرده

شعرهایی که از جنگ می‌گویند خسته‌ام کرده‌اند

شهرهای سرد خسته‌ام نکرده‌اند

شعرهایی که از شهرهای سرد می‌گویند انگشتانم را خورده‌اند

و نمی‌توانم بدون انگشتانم برقصم

نمی‌توانم بدون آن‌ها به شرق اشاره کنم

سکتۀ قلبی موجب مرگ ساعت دیواری می‌شود

و دوستانم به‌دروغ شهادت می‌دهند که زندگی فوق‌العاده است

این شهر مانند یک سیاه‌چاله در خودش فرو می‌رود

منظورم یک سبزچاله7 است

و خیابان با ترس می‌دود

این اولین باری است که می‌بینم خیابان در خیابان می‌دود

این آخرین باری‌ست که می‌بینم یک خانه برای اینکه سرپا بماند تکیه داده به خندۀ زنی غمگین که در آشپزخانه جا مانده

و برای اینکه زنده بماند تکیه داده به عطر ادویه‌های پخش‌شده در قفسه‌ها

همسایه‌ها بدون بستن پنجره‌هایی که رو به قتل‌عام باز مانده  فرار کرده‌اند

بدون بستنِ کتاب آشپزی که روی صفحۀ 73 باز مانده

پرنده‌های درخت کِناری به خانه آمده‌اند

آن‌ها گنجۀ نیم‌باز آشپزخانه را برای زندگی برگزیده‌اند

ترکِشِ یک خمپارۀ 120 میلی‌متری که در سال 1987 در شوروی برای جنگ با امپریالیسم ساخته شده

پرنده‌ها را می‌کُشد

قناری در قفس از گرسنگی می‌میرد

این جنگ است

قناری‌ها در قفس از گرسنگی می‌میرند وقتی زندانبان‌هایشان ناپدید می‌شوند

زندانبان‌هایی که خانه را ترک گفته‌اند و هرگز برنگشته‌اند

خانه‌هایی که روی شعرهای شاعران خراب شدند، شاعرانی که کشورشان به آن‌ها خیانت کرده

کشوری که روزی آن‌ها را به گریه انداخته و حالا آن‌ها برایش می‌گریند

ببین چطور از غمشان برای غریبه‌ها می‌گویند

آن‌ها با شعرهاشان زمان را می‌کُشند

با دستان‌شان زنگ‌ها را به‌صدا درمی‌آورند

اما کسی فرصت شنیدن انعکاس صدا را ندارد جز چند نفری که در جنگ کشته شده‌اند

و زن می‌فروش سرِ صحبت را با من باز می‌کند

می‌گوید مردم سوریه حق دارند با یک پیکر واحد بمیرند

و از تنهایی می‌گوید

می‌گوید آدم‌ها حق دارند کسی را پیدا کنند که شب کنارشان بخوابد

و صبح که سر کار می‌روند او را خفته رها کنند

بی‌آنکه از او بخواهند برود

خوب

حالا بیا این کیسۀ سنگ را به دوش بگیریم

و آرام با کیبورد جار بزنیم

ما که امضامان روی آسفالت است

همین‌جا اعلام می‌کنیم که خسته‌ایم

و علیرغم پیشینۀ متفاوت‌مان

گرفتاِر یکجور کثافتیم

من هم مثل تو تنهایی در خانه‌ای با سه پنجره زندگی می‌کنم

که دو تای آن‌ها رو به آنتورپ باز می‌شوند

اما سومین پنجره صفحۀ کامپیوتر من است گشوده رو به دمشق

- دمشق را دیده‌ای؟

- نه.

- خوب. سعی می‌کنم برایت وصفش کنم: دمای هوا در تابستان 37 درجه است

دمشق شهری‌ست که دمای هوایش در تابستان به اندازۀ دمای بدن یک انسان است

- آنتورپ را دیده‌‌ای؟

- نه.

- خوب. سعی می‌کنم برایت وصفش کنم: یک الماسِ خونی زیر نور سفید ویترین مغازه‌ها می‌درخشد

در برق آن می‌شود مرد سیاه‌پوستی را دید که الماس را در کینشاسا پیدا کرد

بعد جنازه‌اش را پیدا کردند که با یک گلوله از تفنگِ دوستش کشته شده بود

تا زنی اهل مونترال بتواند حلقه‌ای به‌دست کند با الماسی صیقل‌یافته در تِل‌آویو

حلقه‌ای که آن زن در سفری به صحرای آریزونا از همسرِ بوینس‌آیرسی‌اش هدیه گرفت

تا مرد را ببخشد که وقتی برای پول‌شویی به دبی رفته بود

با دوستِ اهل آفریقای جنوبیِ زن هم‌بستر شد

- می‌دانی تفاوت و شباهتِ بین صحرا و پول‌شویی چیست؟

- نه.

- تفاوت‌شان این است که صحرا به آب احتیاج دارد و پول‌شویی نه.

- و شباهت‌شان؟

- شباهت‌شان این است که پول‌شویی خشک است، خشک همچون صحرای آریزونا.

 

خوب، نمی‌شود انکار کرد که من درون تو شناورم، مثل پروانه‌ای در ماگما

و من با کلماتم به تو غذا دادم و تو به‌آرامی بزرگ شدی

بزرگ مثلِ ردّ خرابی‌ای که از برخوردِ غمت با زندگی‌ام به‌وجود آمد

حضورت در زندگی‌ام روی شعر پست‌مدرن در نیم‌کرۀ شمالی زمین تأثیرِ منفی داشته

و باید اعتراف کنم از وقتی استعارۀ تو تصادفاً در شعرهایم پیدا شد

تاریخ مصرفِ خیلی از آن‌ها گذشت

و تو با کمپین‌های سازمان‌یافته‌ات برای افزودن تحشیه‌هایی به نوشته‌های من

در سوراخ‌شدن تانکری که زبان عربی را در آن انبار می‌کنند سهم داشتی

و تو با پیش‌درمانی و مراقبت زیاد به من حیات دوباره بخشیدی

و این جرمی‌ست که طبق قانون اساسی شاعران قابل مجازات است

و جزئیات تو که در سراسرِ خانه‌ام پخش شده این میل را در من بیدار می‌کند که تلویزیون را از پنجره بیرون اندازم

و در عوض به تماشای تو بنشینم تا ببینم چگونه وقت را می‌کُشی

همینطور باید اعتراف کنم از وقتی بوی تنت به مشامم خورده

دائم اتفاق‌های مشکوک در زندگی‌ام رخ می‌دهد

برای مثال:

از وقتی به‌درونم نقل مکان کرده‌ای، چند لیوان شراب را شکسته‌ام

بیشترشان وقتی سعی می‌کردم ردّ رژ لبت را از روی آن‌ها پاک کنم از دستانم بیرون پریدند و خودکشی کردند

مقداری زمان دزدیدم تا روزم 25 ساعت بشود

حالت دروغین به خود گرفتم، تا شاد به نظر بیایم

عاشقت بودم

بعد از دیدن تو در یک مصاحبۀ مطبوعاتی اعلام کردم که در زندگی‌ام فقط دو بار دروغ گفته‌ام

و این سومین باری بود که دروغ می‌گفتم

علیرغم تمام تراژدیِ سعادت‌باری که در زندگیِ من بود

تو تیر خلاص را شلیک نکردی اگرچه این را از تو خواسته بودم

و به من زندگی دوباره بخشیدی

 

تو مرا به عدم رعایت بی‌طرفی در شعرهایم محکوم کردی،

خوب، من هرگز در طول زندگی‌ام آدم بی‌طرفی نبوده‌ام

همیشه جانبدار بودم و سیاست‌های دوپهلو داشتم

همیشه در مقابل نژادپرستی طرفدار سیاه‌پوست‌ها بوده‌ام،

در مقابل اشغالگران طرفدار مقاومت،

در مقابل ارتش طرفدار میلیشیا،

من در مقابل سفید‌پوست‌ها طرف سرخ‌پوست‌ها را می‌گیرم،

در مقابل نازی‌ها طرف یهودی‌ها را،

در مقابل اسرائیلی‌ها طرف فلسطینی‌ها را،

در مقابل نئونازی‌ها طرف مهاجران را،

در مقابل مرزها طرف کولی‌ها را،

در مقابل استعمارگران طرف بومی‌ها را،

در مقابل دین طرف علم را،

در مقابل گذشته طرف حال را،

در مقابل پدرسالاری طرف فمینیسم را،

در مقابل مرد طرف زن را،

در مقابل باقیِ زن‌ها طرف تو را،

در مقابل روزمرگی طرف کافکا را،

در مقابل فیزیک طرف شعر را

فیزیک

لعنت به فیزیک

چرا مهاجران وقتی نفس‌های آخرشان را می‌کِشند روی آب می‌آیند؟

چرا عکس آن اتفاق نمی‌افتد؟

چرا انسان‌ها وقتی زنده‌اند روی آب نمی‌آیند و وقتی مردند زیرِ آب نمی‌روند؟

 

خوب

بیا هرچیز را به نامش صدا کنیم

کتاب‌ها قبرستان شعرها هستند

خانه‌ها کمپ‌های سیمانی‌اند

سگ‌ها گرگ‌هایی‌اند که حس حقارت را پذیرفته‌اند

سجاده‌ها قالی‌های پرنده را برایم تداعی می‌کنند

اتاقم عاشق کفش‌های سبزت شده

من در تو غرق شدم همچنان‌که سوری‌ها در دریا غرق می‌شوند

خدای من

ببین جنگ ما را کجا برده؟

حتی در بدترین کابوس‌هایم هم نمی‌دیدم

یک روز در شعری بنویسم:

من در تو غرق شدم همچنان‌که سوری‌ها در دریا غرق می‌شوند

 

****

با هر موشکی که روی دمشق می‌افتد برگی از کتاب دکارت کنده می‌شود

وقتی ما به دنیا آمدیم

زندگی رنگی بود و عکس‌ها سیاه‌وسفید

حالا عکس‎ها رنگی‌اند و زندگی سیاه‌وسفید.

(2015)

ــــــــــــــــ

1 جمهوری دموکراتیک کنگو از بزرگ‌ترین تولیدکنندگان الماس جهان است و به‌لحاظ منابع طبیعی از غنی‌ترین کشورهای جهان به‌شمار می‌آید، اما مردمش از فقیرترین‌های جهان‌اند. کنگو زمانی مستعمرۀ بلژیک بود.

2 آنتورپ، شهری در بلژیک، از مهم‌ترین مراکز تجارت الماس در دنیاست و روزانه میلیون‌ها دلار الماس به این شهر وارد یا از آن خارج می‌شود.

3 Antwerpen-Centraal از زیباترین ایستگاه‌های قطار جهان که طی جنگ جهانی دوم مورد اصابت بمب‌های 2‌-وی قرار گرفت.

4 اردوگاه یرموک، به عربی مخيم اليرموك، یک منطقۀ مسکونی فلسطینی‌‌نشین در دمشق، پایتخت سوریه، است. این منطقه اردوگاه آوارگان غیررسمی است که در سال ۱۹۵۷ تأسیس شده.

5 The Birds (پرندگان) عنوان فیلمی‌ست به کارگردانی آلفرد هیچکاک.

6 «رأس السنه» در زبان عربی به مفهوم کریسمس یا سال نو است.

7 Grünloch یا چالۀ سبز منطقه‌ای‌ست در اتریش که سردترین نقطۀ اروپای مرکزی به‌شمار می‌آید و طی جنگ جهانی دوم موتورهای ماشین‌های ارتش آلمان در این منطقه آزمایش می‌شدند.

ترجمه از انگلیسی: سارا رحمتی