Nouri Al-Jarrah (نوري الجراح)
الأيامُ السَّبْعَةُ للوَقْت II
الأيامُ السَّبْعَةُ للوَقْت II
دَمُ من هذا الذي يجري في قصيدتك أيها الشاعر؟
من بقيَ هنا،
لينزُفَ
من بقيَ هنا
ليقرأَ ما كَتَبَ الأُفُقُ في الصحائِفِ
وما تَرَكَ شاعرٌ في القصيدةْ.
غيومُ الأطفالِ تسافِرُ
والهَضَبَةُ تُلَوِّحُ
الصُّوَرُ تَرْتَجُّ وتَغْرُبُ في العَين، والفتى الذي شَقَّتِ القِيعانُ طولَهُ، مستلقياً، دامياً ينتظرُ يَدَ أبيهِ.
الصُّورُ تَغْرُبُ في الصُّور، ابتسامة من مضى ليقطف التوت في صيف مضى..
لكن الخَدَرَ يحتضنُ الفتى، الخدرُ يعيدُ الفتى الضاحك إلى يد أبيه.
الأفق هشيم،
والمطر يلاعب صحون الأطفال.
قال الممثل كنت قبل اليوم بلا صوت
ومسرحي معلق في ستارة
ملابسي سرقها الموتى
وصوتي
غاب
في
البئر.
قالت طفلةٌ: كنتُ بلا عينين
والآن
صِرتُ فراشةً.
الرياضيُّ صَرَخَ: دمي صوتي..
ودحرج في ممر الموت عربةَ الهتاف
والصَّبي بادلَ النهارَ بابتسامته
وفي البستان حيث سقط كوكبٌ
وتشقَّقتْ تحت خطى دامية أرضُ المسرات.
قال فلاحٌ لصبي كُسرتْ رأسُهُ على صخرةٍ
إنني أسمع رجفةَ الشتاءِ في رُكبتي.
والآن،
جسده مستريحٌ في طلقة الجندي.
وصلت شاحنة كانت بالأمس تحمل البطيخَ والآن: عائلات نائمة في أكفان حمراء وفلاحون صاروا حفارين، وقبور قبور قبور..
كانت وجوه الرجالِ في الأرياف البعيدة مكشوفةً عن ابتساماتٍ لرجالٍ
والآن،
الأطفالُ يقفون في الصُّور
مقنَّعينَ
والموتُ يطوفُ بجرابه على الأطفال.