Fatima Naoot (فاطمة ناعوت)
الحَوَارِيّون
الحَوَارِيّون
خَدْشٌ طفيفٌ في القلبْ
لأن الحواريَّ صمتَ عن الحكايا،
والمساءاتُ تجِفُّ.
الحواريون ذوو العيونِ الطيّبة
ينتظرون دقَّةَ الربِّ على بابِهم
يُنصتون للوصايا العشر
يجدلونَ السَّعفَ مراكبَ وأشرعةً وصُلبانًا
يسكبونَ الطِّيبَ عند موطئ القدم
ثم يفترقون.
ينزوي الفتى
-الذي حملَ الكتابَ في صدره-
بعدما أعدَّ العشاءَ الأخير
وينتظرُ الصَّبيَّة التي نسيتْ أن تعيشَ
وأخفقتْ أن تموتْ،
ليُعلِّمَها درسَ السَّامريّ الصالح
ويُحذّرَها من شوكة "زهرة الصبح".
يأتي الصبحُ
يسمعانِ صوتَ الديكْ
فينهمرُ من جديد
-عبر شرفتِها-
رذاذُ الحَيرة.
تجلسُ في ركن الدار
وحيدةً
-كما دائمًا-
يدُها على خدِّها
تنتظرْ.
بعد برهة
سيأتي الملكُ الذي يقفُ على البابِ ويقْرع
مَن يسمعُ صوتَه
يفتحُ البابَ ليدخلَ
والعشاءُ مُعدٌّ،
لكن الصَّوتَ لا يأتي
ولا البابَ قُرِع.
عشرون عامًا أخرى
يجِبُ أن تمرَّ
حتى تقفَ الإجاباتُ على الأسئلة،
عشرون عامًا
حتى تُصادفَ البنتُ الحزينةُ
حواريًّا جديدًا
بعينين رطبتيْن
بدلاً من ذاك الذي
صمَتَ عن الحكايا
وتركَ في القلبِ
خدشًا طفيفًا.
يُوجِعُ.
القاهرة/ 8 أبريل 2012