Iman Mersal (إيمان مرسال)
فكرة البيوت
فكرة البيوت
بعتُ أقراطي في محلّ الذهب لأشتري خاتم ا من سوق الفضة. استبدلته بحبر قديم وكرّاس أسود. حدث ذلك قبل
أن أنسى الصفحات على مقعد قطار كان من المفروض أن يوصلني الى البيت. وكان كلما وصلتُ إلى مدينة بدا
لي أن بيتي في مدينة أخرى .
تقول أولغا من دون أن أحكي لها ما سبق: "البيت لا يصبح بيت ا إلا لحظة بيعه، تكتشف احتمالات حديقته وغرفه
الواسعة في عيون السمسار، تحتفظ بكوابيسك تحت السقف نفسه لنفسك، وسيكون عليك أن تخرج بها في حقيبة
أو اثنتين على أحسن الفروض". أولغا تصمت فجأة ثم تبتسم، مثل ملكة تتباسط مع رعاياها، بين ماكينة القهوة
في مطبخها وشبّاك يطل على زهور . زوج أولغا لم ي ر مشهد الملكة، وربما لهذا لا يزال يظن أن البيت هو الصديق الوفي عندما يصبح أعمى، أركانه
تحفظ خطواته وسُلماته ستحميه برحمتها من السقوط في العتمة . أبحث عن مفتاح يضيع دائم ا في قعر الحقيبة، حيث لا تراني أولغا ولا زوجها، حيث أتدرّب في الحقيقة حتى
أتخلى عن فكرة البيوت . كل مرة تعود إليه وتراب العالم على أطراف أصابعك، تحشر ما استطعت حمله في خزائنه. مع ذلك ترفض أن
تعرّف البيت بأنه مستقبل الكراكيب، حيث أشياء ميتة كانت قد بدت في لحظة ما تفاوض ا مع الأمل. ليكن البيت
هو المكان الذي لا تلاحظ البتة إضاءته السيئة، جدار تتسع شروخه حتى تظنها يوم ا بديلا للأبواب .
* * *