Abdouldaim Ukwas (عبدالدائم اكواص)
ذبابُ الهواجس
ذبابُ الهواجس
أرى تحتَ صمتِ الرّمالِ خيولاً تسابقُ شوقَ الرّياحِ إلى شاطئ الأبيضِ المتوسطْ ...، وقافلةً تستحثُّ الخطى خلفَ حُلْمٍ غزير...،
وأشجارَ سروٍ تُظلّلُ ليبيةً تستبيحُ النسيمَ بأهدابها ، و الزهور...
تغارُ من الحُسنِ يورقُ مثل خيالِ الأسير
أرى أصدقائي وهم يرحلون وراء الغروبِ ، و لا يتركون سوى الأحذية...
أرى في عيون الصغارِ بروقاً /شروقاً/ خروجاً على سكّة ِالحاضرِ المستدير
أرى نحلةَ الشوقِ تلسعُ أوردتي ... فأطير ...
إلى ضفّةِ البوحِ ، و الأغنياتُ تلملمُ قلبي الكسير
أرى والدي إذ يموتُ عزيزاً و لا يستجير
أرى نخلة ًتستريحُ على ظِلّها، هي أطولُ من ظِلِّها مرّتين و لكنّ شمسَ المساءِ تهندسُ هذا الحضورَ المثير
أرى في عروقي ذبابَ الحنينِ/ حرائقَ روما/هواجسَ أمّي
/حوارَ الرّصيفِ و أحذيةِ الغرباء/تصاويرَ من سكنوا في دمي/وشعرَ "أبي الطيّبِ المتنبّي"يباغتني كانفلات الطيور
أرى طيفَ أنثى يرافقني للعشاء الأخير !
أري حالتين لنفسي : أنا حين أبكي أنا ...أو أنا...،
أنا-لا أنا-حين تبكي السطور
أرى صورتي في ارتباكِ الغدير .